أغمضتُ عَيني لِوهلةٍ
وَ الهم يَقبضُ عَلى أضلعي لِدرجة خُيلَ لِي اِنها سَتتحطمُ لا محالة

فَوجدتني أسبحُ في بَحر كَبيرٍ لِحدٍ يَفوق قُدرةَ النظرْ
كُنتُ أسبحُ كَـ سَمكةٍ خائفةٍ تَجهل مَخارجَ الكهوف العظيمة التي تُخفي بِداخلها
قروشاً تَهوى رائحة الخوفْ وَ تعشقُ شربَ الدماء الباردة
راحتْ اوصالي ترتعدُ , وعروقي تتقشفُ وَ اوردتي تَغصُ فِي ملحها البحري
وَ انا ابحثُ لِي عنْ فرصةٍ للهربْ أو سَطحِ بَحرٍ
يَهبني جُرعةً من الأوكسجينْ
يَرتوي بِها صَدريَ المَكتومْ

وَجدتُ كُنوزاً تَلمعُ من جهةَ
و تنضحُ حِبراً نَتناً من جهةٍ أخرى

وَجدتً رُفاةَ أناسٍ تَحكي طيوفهم حَكايهم
وَ تروي ظِلالهمْ الشاحبة حَسراتِ قلوبهم

وَجدتُ أقنية تَختبئُ بِداخلها حروفٌ باكية
تَتَلهفُ الوصول الى من بُعثتْ اليه ذاتَ لَحظة قَضى عَليها الزمانُ وَ مضى

وَجدتُ اِنَ المِرجانِ لَهُ هُمومْ
وَ قَدْ أثقلَ البشر ترابَ بُكائهٍ بأحلكِ السمومْ

وَجدتُ اللؤلؤ يُعاتبُ مَحارتهُ
وَ يلومها لِأنها كَشفتْ بَريقهُ لِمنْ لا يَستحقونْ

وَجدتُ ما لا لمْ أجدهُ يوماً فِي دروبِ واقعي
أشياءاً يَستعصي عَلى الكلامِ وَصفها وَ الوفاءً بِحقها

شَعرتُ حِينها بِسلاسل الهمٍ وَ هيَ تَفكُ قَبضتها عن أضلاعي
وَ صرتُ أتحررُ شيئاً فَشيئاً من جذب القاعٍ لأقدامي

دَفعني الموجُ بَعيداً ,, بَعيداً ,, حَتى أوصلني لِأشراقةِ نورٍ
أعادتْ لِيَّ الأمل منْ جَديدْ

وَ ذكرتني بأنَّ الله لَيسَ عنْ عِبادهِ ببعيدْ


*وَليدة اللحظة*
 

حنين حميد