جاءت امرأة إلى رجل حكيم وقالت : سيدي الجليل لقد أصابني اليأس والملل
وانا سيدة لا يعجزها شيء ابدا..
لقد عشت مع زوجي ، وأنا الولّادة الظريفة ، اللطيفة الخفيفة الرشيقة القائمة الصابرة القانتة صاحبة
العفاف والدلال ، وها انا الان بين يديك تائهة حائرة حملنــــــــــي الامـــــــــل إليكم في ان أجد لديكم
ما يشفي غليلي.

فزوجي لا يسمع الا نفسه ولا يلقي لي بالا ابدا

فقد حاولت مرارا وتكرارا ان أحظى به لوحدي فقط ، ولكن دون جدوى وما اريده منك ان تجعل من
زوجي كالخاتم بأصبعي لا يرفض لي طلبا ..

قال لها الحكيم

قبل ان آتيك بالحل عليك ان تحضري لي خمس شعرات من شارب الاسد
وبعدها سيصبح زوجك كما تريدين وأكثر
قالت: ويحي ما الذي تقوله ايها الحكيم؟ وكيف لي ان افعل ذلك؟
قال لها: هذا هو الحل إذا اردت ان تكسبي قلب زوجك ، ويصبح كالخاتم في إصبعك .

قالت في سرها : وما المانع في ذلك ؟ فانا اثق بالرجل الحكيم ، فمن المؤكد ان طلبه يصب في صميم
الحل .
وفي اليوم التالي ذهبت الى حديقة الحيوانات المترامية على أطراف البلدة حيث كان الاسد يتربع في
قفصه وهو محط انظار الزائرين
حاولت السيدة الاقتراب منه ولكن الاسد فاجأها بصوته المجلجل كعادته الذي هز المكان ذعرا فارعبها
فولت هاربة.
عادت لبيتها وهي تفكر بالطريقة المناسبة لتكسب القرب منه .
وفي اليوم الثاني استخدمت حنكتها فأحضرت معها قطعة من لحم الضأن الطازج
والقت بها امام الأسد من على مسافة بعيدة فهي لا تجرؤ على الاقتراب منه بعد
وعادت في اليوم الذي يليه وكررت ما فعلته سابقا وهكذا حتى مضى عليها اسبوع
وهي تحاول وتحاول وفي كل مرة كانت تدنو أكثر فأكثر حتى استطاعت في اليوم الثامن اخيرا ان
تلمس رأس الأسد
فلقد اعتاد عليها وبغفلة منه واثناء انشغاله بوجبته الشهية قامت بنزع الشعرات المطلوبة بسرعة
البرق
ورجعت مسرعة وهي تحمل الشعرات بكل رقة وعناية فاستأذنت الدخول على الحكيم والبسمة تعلو
شفتيها فرحا
اخذ منها الحكيم تلك الشعرات والقاها فوق الجمر فاحترقت جميعها
جن جنون المرأة ،وقالت : ما الذي تفعله ايها الحكيم ؟
أتستهزئ بي وانا التي قمت بتعريض حياتي للخطر الشديد ،وتكبدت المال الكثير والوقت الطويل
لأكسب الاقتراب من ذلك الوحش الكاسر ، وكل ذلك من اجل تلك الشعرات وها انت تقوم بحرقها
جميعها؟
ماذا دهاك ايها الحكيم؟ واين هو الحل ؟
قال لقد استطعت ترويض أعتى الحيوانات قوة ، واكثرها شراسة

أتعجزين عن ترويض زوجك الآدمي ؟