ذاكرة . . . الشتاء !
مندهش أنا عندما يتسرّب الريح من أصابعي ليبدأ حزن العاصفة البعيدة , تلك التي تحفر في ذاكرة الصخور و الشواطيء كبرياء القادمين و صمت الراحلين , يتساقط ورق العمر ورقة ورقة و يذبل على يدي حبيبتي .. هل تعرفين يا أختـاه ُ إنّ للهدوء طقوس تعزف ألحانها الريح على قياثر الشجر و تشاركها الغناء الحزين الأمواج الهادئة التي تعزف آلام البحر على صخر الساحل .!
..
لا شيء سيرّتل أغنيات الفرح فوق غصون الذكريات غير عصافير الأمل و أضواء صبية تراقص أوراق الأشجار .. و لن يعزف أحزانَ الشتاء على قيثارة الحقول سوى نشيج الليل الممطر تحت ليلة تدّثر فيها الغيومُ الكواكب و النجوم النائية .. سيخضّر الربيع من قلبي و يبتسم من عيني عندما يموت اصفرار الخريف و أوراقه المثقلة بالعتمة و التي لفظها البستان و فراشاته و تركتها ذاكرة الرياح يتآكلها الرمل و النسيان .. سيولد يا حبيبتي النهار ثانية عندما يموت الليل المعـلـّق على أهداب حبيبتنا البعيدة !
تريدينَ ألاّ يموت الشتاء ْ
. . . . . . و أن يمسحَ الليلُ حزنَ القمرْ
و هذا شتاءُ الحياةِ يموتْ
. . . . . . و يعزفُ قدّاسهُ بالمطرْ
..
الأوراق تتساقط جميعاً و لن يختصرها الذبول بعد العاصفة .. و للشتاء ذاكرة حزينة لن يمحوها الصيف بأتربته الجافة .. و للغناء بقية و لن يموت لحن الحياة على الوتر طالما هناك عصفور يحتضرُ أو فراشة ملوّنة تكنس اصفرار الخريف و تنثره وراء الزمن !
من وراء حدود الليل زارتني نجمة صبح شاحبة , كنت على زورقي أقطف الكواكب و أفتح للغيب باب القصائد الحزينة . الليل يمضي و النهار لا يعود , فماذا تبقى لي غير عينيها . حملت المنافي على يدي و ركضت بها مسافراً نحو المدى و لم يكن لي سوى عينيها وطناً للحب و القصيدة ..!
..
إليها : سامحيني عندما يستبد الحزن بالشتاء و عندما يموت المساء تحت انهمار النجوم و انتحاب القمر .. بحثت عنكِ هذه الليلة فلم أجدكِ , فتشت عن كل قصائدك فوجدتها حزينة أنغامها كئيبة مثل عزف الريح على غصون الحقول بعد هطول المطر .. أيها العابرون مروا على قلبي و اقطفوا الشمس من كبدي و خذوا أنفاس الحياة من رئتي , فلن تجدوا غير زهرة على الضفة تحلم بالمطر و الربيع ..!
مندهش أنا عندما يتسرّب الريح من أصابعي ليبدأ حزن العاصفة البعيدة , تلك التي تحفر في ذاكرة الصخور و الشواطيء كبرياء القادمين و صمت الراحلين , يتساقط ورق العمر ورقة ورقة و يذبل على يدي حبيبتي .. هل تعرفين يا أختـاه ُ إنّ للهدوء طقوس تعزف ألحانها الريح على قياثر الشجر و تشاركها الغناء الحزين الأمواج الهادئة التي تعزف آلام البحر على صخر الساحل .!
..
لا شيء سيرّتل أغنيات الفرح فوق غصون الذكريات غير عصافير الأمل و أضواء صبية تراقص أوراق الأشجار .. و لن يعزف أحزانَ الشتاء على قيثارة الحقول سوى نشيج الليل الممطر تحت ليلة تدّثر فيها الغيومُ الكواكب و النجوم النائية .. سيخضّر الربيع من قلبي و يبتسم من عيني عندما يموت اصفرار الخريف و أوراقه المثقلة بالعتمة و التي لفظها البستان و فراشاته و تركتها ذاكرة الرياح يتآكلها الرمل و النسيان .. سيولد يا حبيبتي النهار ثانية عندما يموت الليل المعـلـّق على أهداب حبيبتنا البعيدة !
تريدينَ ألاّ يموت الشتاء ْ
. . . . . . و أن يمسحَ الليلُ حزنَ القمرْ
و هذا شتاءُ الحياةِ يموتْ
. . . . . . و يعزفُ قدّاسهُ بالمطرْ
..
الأوراق تتساقط جميعاً و لن يختصرها الذبول بعد العاصفة .. و للشتاء ذاكرة حزينة لن يمحوها الصيف بأتربته الجافة .. و للغناء بقية و لن يموت لحن الحياة على الوتر طالما هناك عصفور يحتضرُ أو فراشة ملوّنة تكنس اصفرار الخريف و تنثره وراء الزمن !
من وراء حدود الليل زارتني نجمة صبح شاحبة , كنت على زورقي أقطف الكواكب و أفتح للغيب باب القصائد الحزينة . الليل يمضي و النهار لا يعود , فماذا تبقى لي غير عينيها . حملت المنافي على يدي و ركضت بها مسافراً نحو المدى و لم يكن لي سوى عينيها وطناً للحب و القصيدة ..!
..
إليها : سامحيني عندما يستبد الحزن بالشتاء و عندما يموت المساء تحت انهمار النجوم و انتحاب القمر .. بحثت عنكِ هذه الليلة فلم أجدكِ , فتشت عن كل قصائدك فوجدتها حزينة أنغامها كئيبة مثل عزف الريح على غصون الحقول بعد هطول المطر .. أيها العابرون مروا على قلبي و اقطفوا الشمس من كبدي و خذوا أنفاس الحياة من رئتي , فلن تجدوا غير زهرة على الضفة تحلم بالمطر و الربيع ..!