تسبب حريق مهول اندلع عشية أمس الأول بمنطقة جاهيل، بواحة جانت في ولاية إيليزي، في خسائر فادحة وسط الواحة، مست ثروة النخيل، حيث فقدت المنطقة آلاف أشجار النخيل التي تعتبر الزراعة الرئيسية بالواحة.



الخسائر شملت أيضا مساحات معتبرة من مختلف المزروعات، وأشجار الفواكه، وغيرها، ولم تتوقف عند الثروة النباتية، بل امتدت ألسنة اللهب إلى سكنات عدد من المواطنين، المحاذين للواحة، وحاصرتهم النيران من جهة السلسلة الجبلية الغربية للمدينة، ما دفع بسكان المنطقة إلى مغادرة منازلهم، في ظل ارتفاع ألسنة اللهب لعشرات الأمتار، وهي لا تبعد سوى بأمتار قليلة عن سكناتهم.

وأدى انتشار النيران إلى إتلاف شبكة الكهرباء التي تزود سكان المنطقة، حيث خيم على المنطقة بعد غروب الشمس، الظلام الدامس، خاصة تلك الفاصلة بين موقع "تلمزايس" المعروف بكونه وجهة للسياح، وسط واحة جانت، إلى غاية منطقة "براك" التي تعتبر منطقة سكنية مأهولة هي الأخرى.

... مئات أشجار النخيل وممتلكات السكان تتحول إلى رماد

الحريق لم يتسبب ولحسن الحظ في خسائر بشرية، بحسب ما وقفت عليه "الشروق" في عين المكان، لكن أثر الصدمة والخسائر المادية كانا كبيرين، حيث تسببت النيران في إتلاف مئات النخيل من الصنف المحلي، وعشرات الهكتارات من المزروعات، بالنظر إلى اتساع المسافة التي مستها النيران، وربما ستصل الأرقام إلى حدود 1500 نخلة أو أكثر، فضلا عن ذلك، فإن الحريق تسبب في إتلاف مزروعات مختلفة، وسياج عدد معتبر من المزارع، وخسائر وسط رؤوس المواشي، وخسائر مادية بشبكة الكهرباء بعد أن تسببت النيران في ذوبان أسلاك الكهرباء، وكذا إتلاف محتويات أحد السكنات المحاذية للواحة، واحتراق كلي لسيارة جديدة نوع "نيسان"، ودراجات نارية، وأغراض مختلفة للسكان كلها تحولت بفعل قوة النيران إلى أثر بعد عين. 

... إمكانات الحماية المدنية تعجز عن مواجهة الوضع والجيش يتدخل 

رغم الجهود الكبيرة والوضعية العصيبة التي عمل بها أعوان الحماية المدنية، في مقدمة كل الأطراف التي شرعت في إخماد النيران، إلا أن الإمكانات الخاصة بهذا الجهاز، بدت هزيلة مع الوضع، وكشفت عن ضعف كبير في التكفل بالوضع مع الإمكانات المفترض أن تتوفر، حيث تعالت الأصوات المنادية بتدخل الجيش، بعد التأكد أن مواجهة النيران الكثيفة غير مجدية، واستجابت قيادة الجيش من خلال بعض الإمكانات الخاصة بالإطفاء وصهاريج المياه، بينما لعبت بعض المؤسسات المتخصصة في الأشغال العمومية، والخواص دورا محوريا وأكثر أهمية من حيث توفير الماء لوسائل الإطفاء، وحتى للمواطنين، حيث كانت المهمة في غاية الصعوبة بالنسبة لجميع الأطراف، بسبب التوقيت الذي اندلعت فيه النيران والذي تزامن مع ارتفاع درجة الحرارة، فضلا عن تزامنه مع يوم الجمعة وشهر الصيام.