الحياة كالدراجة، لا بد أن يكون راكبها متحركاً باستمرار لئلا يسقط "آينشتاين".
ولا بد أن تكون حركته تقدماً نحو الأمام.
حين لا تعمل والزمن يمر، يتساوى عندك الليل والنهار، والصباح والمساء، والساعات والدقائق، وهنا يلح عليك السؤال: لماذا أعيش؟
الحركة تصنع معنى اللحظة.
العمل والدراسة ليس لكسب الرزق والوظيفة فحسب، بل للشعور للانتماء للحياة وصناعة الأهمية لها وللنفس.
حين يتصبب عرقك كدحاً تجد السعادة، وتنشد الراحة، وتفهم معنى الحياة.
كما الشمس كل يوم لها مشرق ومغرب، كذلك حركة الإنسان يجب أن تكون.
دراسة في جامعة "شيكاغو" لاحظت أن الانشغال حتى لو كان لإتمام نشاط بسيط وغير متعب، هو أمر إيجابي جدّاً، ويقلل من الشعور بالملل والضجر والتدمير النفسي.
أخرى في جامعة "شنغهاي" تؤكد أن أي عمل بأجر أو بدون أجر يساعد في الشعور بالسعادة، وأن الذين يعملون بشكل ثابت أو ينشغلون بعمل أو هواية أكثر سعادة من الذين لا يقومون بمجهود بدني.
لاحظت الدراسة أن المتطوعين الذين طلب إليهم الانتظار 15 دقيقة قاموا بالمشي جيئة وذهاباً، وكلما أبعدوا في المشي كانوا أكثر مرحاً ممن اختاروا عدم المشي.
الطاقة لا تدع صاحبها يخلد إلى القعود الدائم، الذئب وهو في قفصه يدور ويدور مرفوع الذيل، إنه تعبير عن حركة داخلية دافعة، وما أصدق الشاعر حين يقول:
ينَامُ بِإحْدَى مُقْلَتَيهِ وَيتَّقي بأخرى المنايا فَهْوَ يَقْظانُ هاجِعُ!
حتى في النوم لا يستغرق ولا تتركه طاقته، وقد يوصف الرجل الحيوي بأنه ذئب، على سبيل المدح، وبعكس ذلك "الرَّخَم" وهو طائر يشبه النسر ولكنه لا يلتقط فريسته، بل يكتفي بأكل الجيف، قال المتنبي:
ولا تشكَّ إلى خلق فتشمته شكوى الجريح إلى الغربان والرَّخمِ
لا قياس للإنسان أفضل من عمله.
يعطينا الله مكافأة على العمل الجيد، وهي أن نصبح قادرين على عمل أفضل.
العمل يحمي الإنسان من:
1- السأم.
2- الرذيلة.
3- الحاجة.
عندما يكون العمل متعة تكون الحياة بهجة، وعندما يكون واجباً تصبح عبودية.
قم بكل عمل وكأنه آخر عمل تنجزه.
كلما عملت أكثر عشت أكثر.
قال أحدهم: أنا من المؤمنين بـ "الحظ"، وقد رأيت أن حظي يزيد كلما زاد عملي.
المنافسة الحقيقة هي بين ما تعمله فعلاً، وما أنت قادر على عمله، إنها منافسة مع نفسك.
من عمل رأى النتائج، ومن نام رأى الأحلام.
أهم ما في العمل أنه فرصة لاكتشاف الذات.


د.سلمان العودة