حب من طرف واحد
لو تتبعنا تاريخ الدول سنجد أن الألمان وصلوا في يوم من الأيام إلى أن أصبحوا أسياد العالم، كما أصبحوا قوة عسكرية لا يستهان بها، لكنهم استسلموا في نهاية الأمر للإنجليز، كذلك انهارت بريطانيا "الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" وأصبحت تابعة للأمريكان.
أما الاتحاد السوفييتي العدو اللدود للولايات المتحدة، فلم يكن أحد يتخيل على الإطلاق أن يأتي اليوم وتنهار تلك الدولة الكبيرة بهذه السهولة، وتصبح في غمضة عين كيانا صغيرا شأنها شأن أي دولة أخرى.
حروب الدول دائما تنتهي بمنتصر ومهزوم وغالبا ما يكتب الأول التاريخ لحسابه ويقف الأخير متفرجًا، أما "معارك القلوب" فهي استنزاف حاد للمشاعر فلا فائز فيها ولا مغلوب، فيكتب الطرف الأول التاريخ بقلبه والثاني بعقله.
الخلاصة أن الإنسان ضعيف أمام العواطف والمشاعر ويعرف جيدًا أن المواجهة غير متكافئة على الإطلاق، وعلى الرغم من ذلك قبلت البشرية الهزيمة في جميع الحروب التي خاضتها لكنها رفضت الاستسلام أمام الحب.. الكل يريد "الانتصار" وينسى في لحظات فارقة من حياته أن هناك شيئا اسمه "حب من طرف واحد".