لولا فضل الله عليكم ورحمته


بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله شحن القلب بالإيمان Pbuh 
أخوتي الأفاضل وأخواتي العزيزات ..
كيف الحال الآن ؟؟؟ ونحن قد تشرفنا بدخول رمضان وها نحن في أوائل أيامه المباركات
هل تغير في القلب شيء ؟ هل وقفتم مع أنفسكم وقفة محاسبة ؟ هل 
كتبتم قائمة بالذنوب العشرة التي ستتخلصون منها إن شاء الله تماما قبل رمضان ؟
اليوم نريد شحن القلب بوقود الإيمان : ألا وهو الرحمة ، 
فالرحمة إذا نزلت بالعبد نشط في الطريق ، وأسرع في الخطا ، وعلت همته 
فيا من تشتكي من آفات في نفسك ، ومن قسوة في قلبك ، 
وتريد أن يخلصك الله منها استمع لقوله تعالي: 
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "ـ 
[ النور :21 ] 
فاللهم طهرنا وآت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها 
ويا من تقول الشيطان يتملكني ويغلبني ويقهرني ، ولا أعرف كيف أتخلص منه ،
شحن القلب بالإيمان Al :" وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا "ـ 
[النساء : 83 ]
ويا من تقول : 
الزمان فتن ، وكل شيء من حولي يبعدني عن ربي ، والله لو نزلت بك الرحمة ستحول بينك وبين طريق الغواية : 
شحن القلب بالإيمان Al :ـ
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ "
[النساء :113 ]
ويا من لا تفهم لماذا يحدث لك كل هذا ؟ وتعيش الحيرة ،
وتريد التوبة ولا توفق لها ، والله لو أفاض الله عليك من رحمته ستزول عنك كل هذه المشاكل ، 
ألم يقل الله : " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ "ـ
[النور : 10 ]
ويا من اقترفت الذنب وتخشى عقاب الله ،
اعلم أنه لن يخلصك من ذلك إلا فيض من رحمة الله ، ألم يقل الله تعالى :
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ "ـ
[ النور : 14 ]
تعالوا في ضوء هذا نتأمل هذه الآيات كما وعدنا أن ننوي فهم آية 
نفك بها أقفال قلوبنا 
شحن القلب بالإيمان Al : " الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآَنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ " [الرحمن(1-4) ] 
فالخلق والتعليم من آثار رحمة الله ، وتأمل آية أية في هذه السورة تجدها مرتبطة بالرحمة ،
فكل الخلق في احتياج لهذه الرحمة ، فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " فكل ما أنت فيه من نعم أثر من رحمته ، 
وكل ما تطلبه من فضل لن يتحقق إلا برحمة من لدنه سبحانه ، ولن تدخل الجنة إلا برحمة ، 
بل الجنة دار الرحمة ، ولذلك انظر لختام السورة :ـ
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " 
[ الرحمن :78 ]
فالاسم الذي تبارك هو الاسم الذي افتتح به السورة ، إذ مجيء البركة كلها منه


واجبنا العملي : ـ
(1) 
اقرأوا سورة الرحمن ، لكن بشعور جديد ، أريدكم أن تبحثوا عن آثار رحمة الله ، 
وأن تستنزلوا الرحمة مع كل آية ، ومن عنده سعة يحفظها ، وليتنا نقوم بها الليلة ، 
وندعو في السجود وفي السحر بدعاء طويل نرجو رحمة ربنا 
كان من دعائه شحن القلب بالإيمان Pbuh : اللهم إني اسألك من فضلك ورحمتك ، فإنه لا يملكها إلا أنت "ـ
[ رواه الطبراني وصححه الألباني ]
(2) 
استنزل الرحمة بأي عمل من هذه الأعمال :ـ
استمع للقرآن وأنصت له ، ولو بسماع تلاوة لمدة ربع ساعة شحن القلب بالإيمان Al 
وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " [الأعراف :204 ] 
اقرأ اليوم وردك من القرآن بنية نزول الرحمة : شحن القلب بالإيمان Al :
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا " [ الإسراء :82 ]
اعتكف في المسجد ولو بين صلاة المغرب والعشاء : قال شحن القلب بالإيمان Pbuh :
الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث أو يقم : اللهم اغفر له اللهم ارحمه "
[ رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والنسائي وصححه الألباني (6727) في صحيح الجامع ] ‌
عد مريضًا في مستشفى : قال شحن القلب بالإيمان Pbuh :
من أتى أخاه المسلم عائدا مشى في خرافة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فإن
كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي و إن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح " 
[ رواه ابن ماجه والحاكم ‌وصححه الألباني (5934) في صحيح الجامع ]ـ
اللهم نفس عنَّا كروبنا ، وأنزل علينا رحمة من عندك تغنينا بها 
عن رحمة من سواك : 
كان شحن القلب بالإيمان Pbuhإذا كربه أمر قال : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث .
‌[ رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع ]
فاللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك .