مقتطفات من وثيقة عشق

نفسي الأمّارة بالجنون تراودني على كسر أغلال الشوق
والمُضي قُدمًا شطر عينيك التي أهوى ..
هاكَ ياحبيبي وثائق حُبي المباركة بك تلقّفها بيمينك وتمعّن بحلوى عشقي المحشوة بين السطور

ثم اقضمها على مهل كي لا تُحيل اجتماعي بك إلى شتات ..

بعدها دعني أستعير من شهد ريقكَ حبراً أطرّز به حروفي المتأرجحة بين العلياء والهاوية

إن شئت فالتقطها قبل أن تسقط في فم القمر فيهذي بكَ كـ أغنية يرتلها غصن يابس لا يكفّ عن تمنّي

ولو قطرة عابرة من مطر ..






مقتطفات من وثيقتي سأختصرها في أسطر عشر

أولها أنت

وآخرها أحبك أنت

وما بينهما فاصلة رجاء تُدعى " أنا " ..






السطر الأول

أنتَ عمري الأشهى وسيّالات الدفء القادمة من خليج الاحتياج باتجاه حجراتي ، وربيع الفرح العاصف بكلّ أوراق حياتي ..

أنتَ الاستنثاء الأوحد وما سواكَ مجرّد عابري سبيل آثارهم غير قابلة للانجذاب نحو أقطاب ذاكرتي ونبضاتي

أنتَ حبيبي وبدري المكتمل

أرقي اللذيذ

ونبوءة العرافة المتسكعة في مدرات القدر

أنتَ الموت النافذ إليّ من شباك الهوى

والحلم الذي طالما تخيّلتني أهندم ياقته ثمّ أطبع على أطرافها قُبلة بأحمر جنوني ..




السطر الثاني

وطن لا يحتوي على زفرات أنفاسك لا أرجو منه إلا النفي

ولا أرجو منكَ إلا أن تأخذني صوبك ففي عينيك كل أوطاني ..


السطر الثالث

باسطة يد عمري لـ كلك ، لا أخجل إن مددتها لأشحذ بها قربك

أو حتى إن تصدّق المارة عليّ ببضع قروش توصلني إليك ..


السطر الرابع

أحسب أيام عمري بوجودك بها

وكل الأوقات العقيمة التي لا تنجبك تحال إلى ثلاجة الإنتظار

فـ أنا بدونك سراب سائح في باحات الحياة وخيبة موءودة في صدر الزمن

يشمت بي الخزي حين يقيم كرنفالاً حضوره أصدقاء نجمكَ الآفل ..


السطر الخامس

مع تلويحة غروبك الأخيرة تنبت أكوام الزغب على أهدابي ويجري الغسق غزيراً في عروق النهار

حتى أنني أصل إلى أردى حالات يُتمي و أبشع نوبات مزاجيّتي الحادة ..

غيابكَ يا حبيبي وحش جائع يقضمني من كل الاتجاهات ، يلوكني بقسوة جائر كـ قطعة صمغ أبت أن لا تتمزق ..


السطر السادس

تجاهلكَ وانشغالك يؤرّق مضجع نبضي ويبثّ الصدأ بمشاعري

يعجنني رويدًا بماء اليأس ويجرّدني من أمسيات الفرح المُقامة بي لأجلك

لذلك أنا أدّعي الحزن لأظفر بإلتفاتة اهتمام ..


السطر السابع

قداسة حزنكَ سُقيا رحمة تتنزل على أراضيَّ العطشى إليك

بين انثناءات جبينك وتقطيبة عبوسك ونفثك لتلك العكارة التي داهمت سحبك

أولد ألف مرة كوني أوقنأنه لا منفضة كـ إيّاي تُجيد تشذيب ضيقك

واقتلاعه من جذور أعماقك ..


السطر الثامن

حرّم على اللهفة زيارتي كما حرّمتَ عليّ خيانتك

وأبتر يد الأشواق أو حتى أقم عليها حد الرجم أو القصاص

فهي ترتكب على ملأ أعماقي جُرم الخلوة بمشاعري مشهودًا ..




السطر التاسع

وحدكَ من تروّض جنوني الهادر حين أعلن تمردي على العالم بصخب دون أي اكتراث

ووحدكَ من تقلّب بأصبعين صفحات مزاجي

وتحيل بنفثة من أنفاسك شتاء عمري إلى حرائق

فـ معكَ أحبّ أن أعلق لحظاتي الفتية وهي مخضبة بألوان الجاذبية على مشجب الذاكرة المرتفع

وأسعى حثيثًا لـ مسامرة أوقاتك بزلاّت قسرية توقظ غيرتك من رقادها المؤقت ..




السطر الأخير


أ

ح

ب

ك

رغم أنف الرتابة الممرغة بها حروفها

رغم عناقيد الشوك المكتظة بأحشائها

وقلائد الأقحوان الملتفة بإحكام حول جيدها ..

أ

ح

ب

ك


بعدد براعم اللوعة المزهرة في مشاتل العاشقين

وبعدد أمطار اللقيا التي تسقط لتبلل ريق اللهفة ..

بعدد الأوقات التي أهدرها الزمن منذ خُلق

وبعدد شرائط الحنين التي زيّنت ظفائر المغتربين وتدلّت برفق على أكتاف صبرهم ..

بعدد الأوطان التي نكّست أعلام عِزتها

وبعدد هزّات الاحتياج التي انتابتني وتخاذل عن رصدها مقياس ريختر ..

بعدد الأغنيات التي ترتلها عصافير الصباح على نافذتي

و بعدد النجوم التي انطفأت والتي ما تزال في المهد ..


ثمة سطور كثيرة هي ما قبل الأخيرة يا حبيبي لكن هذا هو موجزي وأهم أنبائي


فـ دع الهواء يعجنها مع ذرّاته كي تتمازج مع نبضاتك حين ترتمي على سواحل الصمت

وتتخلل خصلاتها السكون لـ تثير عشقك المؤبد بي وتوقظ الجنون الغافي بأوصالك مدى العمر ..


انتهت حكايا السطور ولازلتُ انبض بك..


(مما راق لــــــــــي)