توبة شاب على يد رجل من أهل الحسبة
قال راوي القصة:
أمام تلك المرآة القابعة في الزاوية الشرقية من غرفتي كنت أسرح شعري في أصيل يوم قائظ.. وكانت نغمات الموسيقى تملأ الجو صخبا وضجيجا.. وفجأة خفق قلبي خفقانا شديدا لم أعرف سببه. اتجهت إلى المسجل وأسكت تلك الموسيقى الغربية وذلك الضجيج الذي لا أفهم منه شيئا.. وزاد قلبي خفقانا.. اتجهت إلى النافذة لأستنشق الهواء، إلا أنني أحسست بشعور غريب لا أعلم كنهه ولا أدرك سببه! فما هي أول مرة أستعد هذا الاستعداد..، ثم أتجه إلى أحد الأسواق كي أنقل طرفي هنا وهناك.. وأستأثم بمعاكسة الفتيات. وخلال عبوري البيت متجها إلى الباب الخارجي مررت بأمي.
وبعد أن تجاوزتها ببضع خطوات نادتني: أحمد لقد رأيتك البارحة في المنام.. إلا أني تظاهرت بعدم السماع وواصلت المسير.. لحقتني وأمسكت بذراعي وقالت: ألن تضع حدا لهذا الاستهتار وضياع الوقت يا أحمد.
وعندما التقت عيناي بعينيها عاودني ذلك الخفقان القلبي المريب.. واتجهت إلى الباب صامتا ومن ثم خرجت إلى صديقي وبعد أن امتطيت سيارته الفارهة.. التفت إلى مبستفا ونفث في وجهي شيئا من دخان سيجارته الملتهبة.
أما أنا فلا زال قلبي يضرب بقوة.. رفعت صوت المسجل عله يصرف عني ما بي.. أفي سوق سنذهب إليه الآن؟
سألني.. وعندما سمعت هذه الكلمة اقشعر جسدي.. أجل السوق.. وتلك الكلمات التي سمعتهما ليلة البارحة وكأنما صمَّت أذناي فلم أعد أسمع شيئا سوى صدى تلك الكلمات المتدفقة بالحياة: "أخي أليس من العيب أن تضيع شبابك لاهثا.. ساعيا..
وراء بنات المسلمين، وأن تسهم في إفساد المجتمع، وأن تدعم مخططات الأعداء وأنت من فلذات أكبادنا ومن أبنائنا.. أخي ألا تتقي الله ".
وهكذا أصبحت هذه الكلمات تدوّي في سماء عقلي كالرعد المجلجل.. وصورة ذلك الرجل الذي يضيء وجهه إيمانا وطهرا لا تفارق مخيلتي رجل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمسك معصمي البارحة وأنا أتجول في أحد الأسواق ألاحق الفتيات.. وهمس في أذني بتلك الكلمات التي كانت أبلغ من كل تهديد أو وعيد..
فتحت عيني فإذا بصديقي يهزني بيده سائلا: ما بك؟
التفت إليه وقلت: لا شيء.. أريد أن أرجع إلى البيت. ولا أدري ما هي القوة التي دفعت بصاحبي بأن يرجعني إلى البيت بدون مناقشة.
هبطت من السيارة واتجهت إلى البيت دون أن أودع صاحبي..
وكم كان عجبي شديدا عندما رأيت البيت ممتلئا.. رجالا.. ونساء.. ذهلت.
اتجهت إلى أخي الصغير لما رأيته ينتحب باكيا.. سألته: ما بك؟! نشج.. ثم سعل.. ثم رفع رأسه الصغير إلى وقد امتلأت عيناه دموعا وقال: أحمد.. لقد ماتت أمي.. أصيبت بنوبة قلبية.. وماتت.. أحسست بقلبي يتوقف رويداً رويدا، وتمنيت أن يعاوده ذلك الخفقان، إلا أنه لم يفعل.. رحمك الله يا أمي الحبيبة رحمة واسعة.
لقد مضى على هذه القصة ثلاث سنوات، وها أنذا الآن أرويها بدموعي.. وأردد الدعاء وجزيل الشكر لذلك الرجل الذي منحني عاطفة صادقة وكلمات ناصحة من القلب، ومنذ ذلك الحين وأنا تائب إلى الله تعالى من كل ذنوبي وسيئاتي، وأسأله سبحانه العفو والغفران عن ذلك الماضي الأسود، والثبات على طريقه إلى يوم لقاه.
أمام تلك المرآة القابعة في الزاوية الشرقية من غرفتي كنت أسرح شعري في أصيل يوم قائظ.. وكانت نغمات الموسيقى تملأ الجو صخبا وضجيجا.. وفجأة خفق قلبي خفقانا شديدا لم أعرف سببه. اتجهت إلى المسجل وأسكت تلك الموسيقى الغربية وذلك الضجيج الذي لا أفهم منه شيئا.. وزاد قلبي خفقانا.. اتجهت إلى النافذة لأستنشق الهواء، إلا أنني أحسست بشعور غريب لا أعلم كنهه ولا أدرك سببه! فما هي أول مرة أستعد هذا الاستعداد..، ثم أتجه إلى أحد الأسواق كي أنقل طرفي هنا وهناك.. وأستأثم بمعاكسة الفتيات. وخلال عبوري البيت متجها إلى الباب الخارجي مررت بأمي.
وبعد أن تجاوزتها ببضع خطوات نادتني: أحمد لقد رأيتك البارحة في المنام.. إلا أني تظاهرت بعدم السماع وواصلت المسير.. لحقتني وأمسكت بذراعي وقالت: ألن تضع حدا لهذا الاستهتار وضياع الوقت يا أحمد.
وعندما التقت عيناي بعينيها عاودني ذلك الخفقان القلبي المريب.. واتجهت إلى الباب صامتا ومن ثم خرجت إلى صديقي وبعد أن امتطيت سيارته الفارهة.. التفت إلى مبستفا ونفث في وجهي شيئا من دخان سيجارته الملتهبة.
أما أنا فلا زال قلبي يضرب بقوة.. رفعت صوت المسجل عله يصرف عني ما بي.. أفي سوق سنذهب إليه الآن؟
سألني.. وعندما سمعت هذه الكلمة اقشعر جسدي.. أجل السوق.. وتلك الكلمات التي سمعتهما ليلة البارحة وكأنما صمَّت أذناي فلم أعد أسمع شيئا سوى صدى تلك الكلمات المتدفقة بالحياة: "أخي أليس من العيب أن تضيع شبابك لاهثا.. ساعيا..
وراء بنات المسلمين، وأن تسهم في إفساد المجتمع، وأن تدعم مخططات الأعداء وأنت من فلذات أكبادنا ومن أبنائنا.. أخي ألا تتقي الله ".
وهكذا أصبحت هذه الكلمات تدوّي في سماء عقلي كالرعد المجلجل.. وصورة ذلك الرجل الذي يضيء وجهه إيمانا وطهرا لا تفارق مخيلتي رجل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمسك معصمي البارحة وأنا أتجول في أحد الأسواق ألاحق الفتيات.. وهمس في أذني بتلك الكلمات التي كانت أبلغ من كل تهديد أو وعيد..
فتحت عيني فإذا بصديقي يهزني بيده سائلا: ما بك؟
التفت إليه وقلت: لا شيء.. أريد أن أرجع إلى البيت. ولا أدري ما هي القوة التي دفعت بصاحبي بأن يرجعني إلى البيت بدون مناقشة.
هبطت من السيارة واتجهت إلى البيت دون أن أودع صاحبي..
وكم كان عجبي شديدا عندما رأيت البيت ممتلئا.. رجالا.. ونساء.. ذهلت.
اتجهت إلى أخي الصغير لما رأيته ينتحب باكيا.. سألته: ما بك؟! نشج.. ثم سعل.. ثم رفع رأسه الصغير إلى وقد امتلأت عيناه دموعا وقال: أحمد.. لقد ماتت أمي.. أصيبت بنوبة قلبية.. وماتت.. أحسست بقلبي يتوقف رويداً رويدا، وتمنيت أن يعاوده ذلك الخفقان، إلا أنه لم يفعل.. رحمك الله يا أمي الحبيبة رحمة واسعة.
لقد مضى على هذه القصة ثلاث سنوات، وها أنذا الآن أرويها بدموعي.. وأردد الدعاء وجزيل الشكر لذلك الرجل الذي منحني عاطفة صادقة وكلمات ناصحة من القلب، ومنذ ذلك الحين وأنا تائب إلى الله تعالى من كل ذنوبي وسيئاتي، وأسأله سبحانه العفو والغفران عن ذلك الماضي الأسود، والثبات على طريقه إلى يوم لقاه.