فوائد الثوم، ودوره في الوقاية من الأمراض
مكوناته، وأهم فوائده في الوقاية وعلاج بعض الأمراض


يعتبر الثوم من المضادات الحيوية الطبيعية بسبب احتوائه على مادة الأليسين ذات التأثير المضاد للبكتيريا، والفطور، والفيروسات، وعلى الرغم من رائحته الكريهة، والقوية إلا أنه يمتلك العديد من الفوائد، والمنافع على أجهزة الجسم كافة، ويجب أن يتم تناوله من قبل جميع الفئات العمرية الكبار، والصغار.


ينمو الثوم في أجزاء كثيرة من العالم، على شكل بصلة تحت الأرض، تتكون من عدة فصوص، حيث يعطي كل فص نباتاً جديداً، وهو عنصر أساسي في الطبخ، وتم استخدامه قديما من قبل جميع الشعوب بما فيهم المصريين، والبابليين، والإغريق والصينين، من خلال مقالنا سوف نستعرض العديد من الفوائد والتي لا يعرفها الكثير من القراء، وكيف نستطيع التخلص من رائحة الثوم بعد تناوله، والعديد من الأمور الهامة.   


مكونات الثوم والعناصر الموجودة في تركيبه
 تكوّن الثوم العديد من المواد التي تمنحه خواصه وفوائده من بروتينات، ومعادن، وحموض أمينية، وهي كالتالي:  


زيت طيَّار هو الآلين (يضمُّ الآلين عدداً من الحموض، لاسيَّما الآليسين المسؤول عن رائحة الثوم المميزة).
بروتين (بنسبة 16,8٪ من الوزن الجاف للثوم)، كما يحتوي على شحوم وحموض أمينية.
معادِن مثل (الكالسيوم، النحاس، الحديد، المنغنيز ) الهامة في الحصول على شعر صحي، وكذلك الفيتامينات (مثل الثِّيامين، والرِّيبوفلافين والنياسين).  
مادَّة تُدعى السلفوكسيد (مركب عضوي كبريتي يتميز بقدرته على الانحلال على سطح اللسان معطياً طعم الثوم الحار عند تناوله).    
إنزيمات (مثل الآليناز، والبيروكسداز، والميروسيناز) تتبع لأسرة البيروكسيداز التي تعزز مضادات الأكسدة الطبيعية المنتجة في الجسم.
عناصر تسمى الآجوينات (عبارة عن ذرات مشحونة كهربائياً تلعب دوراً هاماً في التمثيل الغذائي في جسم الإنسان).
فوائد الثوم ودوره في الوقاية من بعض الأمراض
للثوم العديد من القيم والفوائد الصحية، فقد أثبتت الدراسات قدرة الثوم في علاج السرطان حيث يتسبب في إبطاء نمو الخلايا السرطانية الآخذة بالتكاثر بشكل سريع، وعشوائي، كما يساعد الثوم في الوقاية من أمراض القلب، حيث يقوم بخفض نسبة الكوليسترول في الدم ويعمل على خفض ضغط الدم أيضاً، هذا فضلاً عن دوره في تعزيز الجهاز المناعي لجسم الإنسان، وكذلك يقي الثوم من أمراض الزهايمر والخرف كما يحسن من صحة العظام وخاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث، سنورد أهم الدراسات والأبحاث الجديدة حو ل دور الثوم في مكافحة وعلاج الأمراض كالتالي:


الثوم يساعد في العلاج من السرطان


أجرى العلماء أبحاثاً كثيرة حول الثوم، ومدى تأثيره ومقاومته لمرض السرطان، و قد أكدوا بشكل قاطع بأنه يساعد على تقوية و تحسين المناعة لدى الإنسان، بالتالي فهو مفيد للوقاية من مرض السرطان، حيث وصلت نتائج أبحاثهم على الإنسان وعلى الحيوان أيضاً؛ بأن للثوم أثراً كبيراً و إيجابياً على إبطاء نمو الخلايا المسببة لمرض السرطان، و إبطاء تشكيلها، بالتالي فإن الثوم مفيد جداً في الوقاية من سرطانات المعدة و القولون و المريء بسبب احتوائه على مواد كبريتية.


وفي دراسة (نُشرت على شكل ملخص على موقع Springer International في عام 2016 حيث حجبت الدراسة عن النشر ولكن تضمن الموقع كتاباً شاملاً عن هذا الموضوع يمكن شرائه) لجامعة ويلكس بقسم الصيدلة في ولاية بنسلفانيا الأمريكية؛ حول دور العناصر الكبريتية في الوقاية من أمراض السرطان، قام بها كل من الباحثين (Ajay Bommareddy- Adam L. VanWert- Dan F. McCune-Sarah L. Brozena- Zbigniew Witczak- Shivendra V. Singh)، حيث عرّفت الدراسة العناصر الكبريتية بأنها مجموعة من الجزيئات الصغيرة الموجودة عادة في خضراوات الآليوم (خضروات الأليوم هي التي تتمتع بالقدرة على حرق الدهون) مثل الثوم والبصل، ولها دور هام في منع أو علاج الأمراض الرئيسية بما في ذلك السرطان.


كما توصلت دراسة أخرى في جامعة نيويورك بقسم الصحة العامة حول دور الثوم في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الرئة في المجتمع الصيني (تناولت الدراسة المجتمع الصيني كأفراد للعينة، ويمكن شراء نسخة منها، حيث نشرت في شهر كانون الثاني/ يناير عام 2016 على موقع Cancer Epidemiology) قام بها كل من الباحثين (Shen-Chih Chang- Ajay A. Myneni-Rungui Niu-Lina Mu)، توصلت إلى أن استخدام الثوم في الطعام أدى إلى خفض نسبة الإصابة بسرطان الرئة بشكل ملحوظ.


يساعد الثوم في الوقاية من أمراض القلب


هناك عوامل كثيرة تؤدي لإصابة الإنسان بأمراض القلب، لكن الثوم يقاوم هذه العوامل ويزيد من فرص التخلص منها، فأشهرها ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، حيث يقوم الثوم بحفظ نسبة الكوليسترول الحميد في الدم، كما يمنع تكون الكوليسترول الخبيث على جدران الشرايين، حيث توصلت نتائج الأبحاث والدراسات التي قام بها العلماء بأن تناول فصين من الثوم على الأقل يومياً، قد يخفض نسبة الكوليسترول عند الشخص إلى 9%، وأن الثوم يساعد على حماية الأوعية الدموية.


وفي دراسة (نشرت في 13 كانون الثاني/يناير عام 2016 على موقع Journal of Nutrition حيث يمكن شراء نسخة عن الدراسة من الموقع) حيث قامت بهذه الدراسة في المعهد الوطني للطب في أستراليا الباحثة (د. كارين ريد) (وهي أخصائية في علم التغذية في الولايات المتحدة الأمريكية وأستاذ زائر في جامعة أديلايد، جنوب أستراليا). بينت دراستها أن الثوم يخفض ضغط الدم عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الضغط، وينظم نسبة الكوليسترول في الدم، كما يحفز المناعة.


كما  أوضحت دراسة معهد لوس أنجلوس للعلوم الطبية، قام بها مجموعة من الباحثين (في شهر كانون الثاني/يناير عام 2016)، أن الثوم يقلل نسبة تشكل اللويحات الصلبة في الشرايين التاجية عند المرضى الذين يعانون من مشاكل قلبية، كذلك يقلل من تكرار حدوث احتشاء القلب (الجلطات) بفترات زمنية قصيرة.


الثوم يكافح المرض خاصة نزلات البرد


يساعد الثوم في تعزيز الجهاز المناعي لدى الإنسان، وزيادة نسبة المقاومة اتجاه الأمراض، حيث أن تناول الثوم في الوجبات الغذائية اليومية يخفض الإصابة بنزلات البرد (الزكام) بنسبة 63% وفقا لبعض الدراسات، ففي دراسة أمريكية قامت بها الباحثة (Susan S Percival) في قسم علوم الغذاء بجامعة فلوريدا (نشرت على موقع Journal of Nutrition في 13 كانون الثاني/ يناير 2016)، أظهرت الدراسة أن الثوم يحتوي العديد من المركبات التي لديها قدرة التأثير على المناعة، خاصة الخلايا المناعية الفطرية المسؤولة عن الالتهابات واللازمة لقتل مسببات المرض.


وأوضحت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين في مصر والسعودية في قسم الكيمياء الحيوية في كلية العلوم للبنات بجامعة الملك عبد العزيز؛ نشرت في 15 أيار/مايو 2015 على موقع المجلة العالمية للطب السريري والتطبيقي IJCEM)، حول دور الثوم في تعزيز المناعة، حيث توصلت نتائج الدراسة إلى أن الثوم يحفز انتشار الخلايا اللمفاوية وعملية البلعمة (هي من الأليات الدفاعية الأولى لجسم الإنسان عند دخول أي جسم غريب مثل الفيروسات والبكتيريا وتناول الثوم يزيد من انتشار الخلايا اللمفاوية التي تعتبر المسؤولة عن القيام بهذه العملية وبالتالي تعزيز عملية المناعة).


كما أنه يعمل على تضخيم الطحال ويحفز وينظم إنتاج السيتوكينات (بروتينات تفرزها الخلايا المناعية لتعزز عملها وبالتالي رفع مستوى المناعة في الجسم)،كما يعزز أنشطة الخلايا القاتلة الطبيعية المفيدة للسيطرة على الالتهاب (الخلايا القاتلة الطبيعية هي نوع من الخلايا اللمفاوية الموجودة بشكل أولى وفطري في الجهاز المناعي، حيث تشابه عمل الخلايا التائية المناعية المكتسبة).


يساعد الثوم على خفض ضغط الدم


تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية كالنوبات القلبية والسكتات الدماغية أكثر العوامل المسببة في موت الإنسان، ويُعد تناول الثوم بجرعات بين 500-600ملغ على فترة 24 أسبوع علاجاً فعالاً يشبه في تأثيره دواء أتينولول في خفض ضغط الدم بالتالي تخفيض نسبة الإصابة بهذه الأمراض.


الثوم يحتوي على مضادات الأكسدة التي قد تساعد على منع أمراض الزهايمر والخرف


عملية أكسدة الجذور الحرة في الجسم تسهم في حصول شيخوخة مبكرة، لذلك تناول جرعات عالية من الثوم الذي يحوي على الأنزيمات المضادة للأكسدة يؤدي إلى تأخير حدوث الشيخوخة، وأمراضها كالزهايمر والخرف، كذلك يقلل من ارتفاع ضغط الدم كما ذكرنا أعلاه.


قد يساعد الثوم على العيش حياة أطول


فالمراهنة على العيش لمدة زمنية يُعد شيئاً مستحيلاً  وعلمه الوحيد عند الله، لكن نظراً للآثار المفيدة للثوم في خفض ضغط الدم، وكذلك الكوليسترول من الممكن أن يكون عاملاً هاماً للعيش فترة أطول أيضاً.


الثوم يساعد على الأداء الرياضي بطريقة أفضل:


يعتبر من أقدم المواد المستخدمة في الثقافات القديمة للحد من التعب والإرهاق، وتعزيز القدرة على العمل العضلي، على الأخص لدى الرياضيين كما كان منتشراً في اليونان القديمة.


تناول الثوم يسهم في إزالة سموم المعادن الثقيلة في الجسم


يحتوي الثوم على مركب الكبريت الذي يساعد على حماية الجسم من سمية المعادن الثقيلة. وفي مقالة نشرت على موقع الجريدة العالمية للبحوث الصحية والعلمية للباحثين (Shikha Bathla, Tanu Jain) عام 2016 حول التخلص من سمية المعادن الثقيلة التي تشمل المعادن الانتقالية، وبعض الفلزات، اللانثينيدات، والأكتينات. حيث ذكرت المقالة أن التعرض الطويل للمعادن الثقيلة يمكن أن تؤدي إلى تلف وظيفة الجهاز العصبي المركزي، وخفض مستويات الطاقة، وأضرار في تكوين الدم، والرئتين، والكلى، والكبد، والأعضاء الحيوية الأخرى.


وهذه المعادن تأتي إلى جسم الإنسان من عدة مصادر مثل الأسماك، والدجاج، والخضروات، واللقاحات، وحشو الأسنان، ومزيلات العرق، لذلك فإن معالجة أثر هذه المعادن يعتمد على مضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه، والخضروات، والثوم، ومن خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والمشي السريع.


الثوم يحسن من صحة العظام:


يعتبر الثوم عنصراً هاماً في تحسين صحة العظام وخاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث.


كيف نستطيع التخلص من رائحة الثوم الكريهة من الفم واليدين؟
أمام كل هذه الفوائد العظيمة للثوم نواجه مشكلة رائحته الكريهة التي قد تمنعنا من تناوله، وعدم الاستفادة من فوائده ،نقدم لك عزيزي القارئ وسائل وطرق تساعدك على تجنب رائحة الثوم، لإزالة رائحة الثوم من الفم عليك اتباع ما يلي:


تناول الماء بكميات كبيرة لجعل البيئة الفموية رطبة باستمرار، وبالتالي منع نمو البكتيريا الفموية التي تزيد من رائحة الفم الكريهة.
تناول الليمون والبرتقال بكميات كبيرة لأنها تحتوي على فيتامين (C) القاتل للبكتيريا المسببة لرائحة الفم.
تناول البقدونس والنعناع بعد أكل الثوم مباشرة حيث تقضي على الرائحة بشكل سريع ونهائي.
المضمضة بزيت الزيتون الذي يعتبر مطهر للفم وقاتل للبكتيريا.
تناول القرفة أو الهال أو الزنجبيل ومضغه لمدة دقيقتين للتخلص من الرائحة.
أما لإزالة رائحة الثوم عن اليدين نتبع ما يلي:


فرك اليدين بالليمون لمدة عشر دقائق وخصوصاً منطقة تحت الأظافر ثم غسل اليدين بالماء والتجفيف الزائد.
فرك اليدين بزيت الزيتون وتركه لمدة عشر دقائق لتزداد رطوبة ونعومة اليدين.
تنظيف اليدين بالقليل من الخل والملح وفركهما جيداً حتى يذوب الملح بشكل كامل حيث تعتبر طريقة تقشير مثالية.      
أخيراً.. فإن فوائد الثوم الكثيرة وتأثيره على معظم الجسم، تشجعك عزيزي القارئ في اتخاذ قرارك بإضافة هذه المادة الحيوية إلى وجباتك الغذائية بشكل يومي للحصول على نمو سليم وجسد صحي.