جعلنا الله من أهل الجنه


بالبعث المعاد الجسماني ، وإحياء العباد في يوم المعاد، والنشور مرادف للبعث في المعنى، يقال : نشر الميت نشورا إذا عاش بعد الموت ، وأنشره الله أي أحياه . وقد جاءت بعض الأحاديث مخبرة أنه يسبق النفخة الثانية في الصور نزول ماء من السماء فتنبت منه أجساد العباد ، ففي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثم ينفخ في الصور ، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ورفع ليتا. قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ، قال : فيصعق ويصعق الناس. ثم يرسل الله - أو قال: ينزل الله - مطرا كأنه الطل أو الظل فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) رواه مسلم



وإنبات الأجساد من التراب بعد إنزال الله ذلك الماء الذي ينبتها يماثل إنبات النبات من الأرض إذا نزل عليها لماء من السماء في الدنيا، ولذا فإن الله سبحانه قد أكثر في كتابه من ضرب المثل للبعث والنشور بإحياء الأرض بالنبات كما قال تعالى ( وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون ) والإنسان يتكون في اليوم الآخر من عظم صغير عندما يصيبه الماء ينمو نمو البقل، هذا العظم الذي هو عجب الذنب ، وهو عظم الصلب المستدير الذي في أصل العجز ، وأصل الذنب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما بين النفختين أربعون ، ثم ينزل من السماؤ ماء ، فينبتون كما ينبت البقل ، ولي في الإنسان شيء إلا يبلى ، إلا عظم واحد وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لأبي داود والنسائي ومالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب ، منه خلق ، وفيه يركب ) ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة أن أجساد الأنبياء لا يصيبها البلى والفناء ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) رواه أبو داود